محتويات المقالة
في حدث استثنائي يجسد عمق الشراكة بين القطاع الخاص والمؤسسات الوطنية الحيوية، نظّمت شركة ريناد المجد (RMG)، الرائدة في حلول واستشارات التحول الرقمي، فعاليات “يوم التوعية الرقمية“ في المؤسسة العامة للصناعات العسكرية. برعاية معالي رئيس المؤسسة العامة للصناعات العسكرية المهندس محمد بن حمد الماضي، وسعادة االأستاذ عبدالكريم بن عبدالرحمن بن محارب المدير العام لشركة ريناد المجد (RMG)، وبحضورعدد من كبار المسؤولين، مما أضفى على الحدث أهمية استراتيجية بالغة، ويعكس التزام القيادة العليا بتبني أحدث المنهجيات الرقمية لتعزيز القدرات الصناعية الدفاعية للمملكة.
لم يكن هذا اليوم مجرد فعالية عابرة، بل كان منصة متكاملة لاستعراض رؤية شمولية تهدف إلى بناء صرح رقمي متين، قادر على مواكبة متطلبات المستقبل وتعزيز الكفاءة التشغيلية والابتكار، بما ينسجم مع الأهداف الطموحة لـ رؤية المملكة 2030 ومستهدفات توطين الصناعات العسكرية.
ومن خلال أربعة أجنحة متخصصة، استطاعت “ريناد المجد” أن تأخذ الحضور في رحلة معرفية عميقة، كشفت فيها عن الركائز الأساسية التي يقوم عليها التمكين الرقمي الفعّال.
الجناح الأول: التحول الرقمي – محرك التكامل التشغيلي والصناعي
تحت شعار “مسار مؤسسي نحو التكامل التشغيلي والصناعي الرقمي”، شكّل جناح التحول الرقمي حجر الزاوية في اليوم التوعوي. فالمفهوم هنا يتجاوز مجرد تحديث الأنظمة؛ إنه إعادة تصميم جذرية لبيئة العمل لتصبح أكثر ذكاءً واتساقًا وسرعة في الاستجابة.
استعرض خبراء “ريناد المجد” كيف يمكن للتحول الرقمي أن يكسر الحواجز التقليدية بين الإدارات المختلفة—من خطوط الإنتاج والصيانة، إلى سلاسل الإمداد والموارد البشرية—عبر بناء منظومة رقمية مترابطة. هذه المنظومة لا تقتصر على أتمتة الإجراءات، بل تمتد لتشمل تكامل البيانات، مما يوفر رؤية شاملة وفورية لأداء المؤسسة، ويدعم اتخاذ القرارات بناءً على تحليلات دقيقة وليس مجرد تقديرات.
إن الهدف الاستراتيجي الذي تم تسليط الضوء عليه هو تعزيز كفاءة المؤسسة في التعامل مع المهام الحساسة والمواقف التشغيلية المتغيرة بمرونة فورية، مدعومة ببيانات موثوقة. وهذا يعني تقليل الاعتماد على العمليات الورقية، وتفعيل الحوكمة التشغيلية، والوصول إلى مستويات غير مسبوقة من الكفاءة الإنتاجية والجودة.
الجناح الثاني: البنية المؤسسية – المخطط الهندسي للنمو الرقمي المستدام
إذا كان التحول الرقمي هو الوجهة، فإن البنية المؤسسية هي الخارطة والمخطط الهندسي الذي يضمن الوصول إليها بسلام وكفاءة. في هذا الجناح، أوضحت “ريناد المجد” أن التطور الرقمي العشوائي قد يؤدي إلى فوضى تقنية وتكاليف باهظة. وهنا يأتي دور البنية المؤسسية كإطار مرجعي متكامل يربط بين استراتيجيات العمل، التطبيقات، البيانات، والبنية التحتية التقنية.
من خلال هذا الإطار، يتم ضمان اتساق العمليات وتكامل الأنظمة ووضوح العلاقات الوظيفية والتقنية داخل المؤسسة. فقبل أي نظام جديد أو تطوير أي تطبيق، توفر البنية المؤسسية المراجع اللازمة لضمان توافقه مع المنظومة القائمة، وتحديد الأولويات، وتجنب التكرار والتعارض بين المبادرات الرقمية المختلفة.
إن القيمة الاستراتيجية للبنية المؤسسية تكمن في قدرتها على تسهيل تكامل الأنظمة الجديدة، وتقليل زمن تهيئتها، ودعم مسار التحول الرقمي بمراجع تنظيمية واضحة، مما يعزز الشفافية في اتخاذ القرار ويرفع من كفاءة الإنفاق التقني.
الجناح الثالث: الابتكار المؤسسي – تحويل التحديات إلى فرص للتميز
في عالم يتسارع فيه التطور التقني، لم يعد الابتكار ترفًا، بل أصبح ممكنًا استراتيجيًا لتعزيز التميز التشغيلي. وفي جناح الابتكار المؤسسي، قدمت “ريناد المجد” رؤيتها لمنهجية تحويل المؤسسة من مجرد مستهلك للتقنية إلى منتج ومطور للحلول.
تم استعراض كيف يمكن بناء منظومة متكاملة لإدارة الابتكار، تبدأ من حوكمة الأفكار التي يقدمها الموظفون في الميدان، مرورًا بإنشاء “معمل ابتكار” داخلي لدعم التجريب والتطوير، وصولًا إلى ربط المبادرات الابتكارية بالاحتياجات التشغيلية الحقيقية. وقد تم عرض أمثلة عملية على تقنيات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) لإنشاء محتوى تقني، وإنترنت الأشياء (IoT) لمراقبة العمليات الصناعية، والواقع الافتراضي (VR) للتدريب والمحاكاة.
يسهم هذا التوجه في تعزيز استقلالية المؤسسة في تطوير حلولها الرقمية، ومعالجة التحديات الواقعية بأساليب جديدة قابلة للتطبيق، وتحفيز بيئة عمل حاضنة للأفكار ترفع من رأس المال المعرفي للمؤسسة.
الجناح الرابع: إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال – الدرع الرقمي للعمليات الحيوية
في بيئة صناعية دفاعية، لا يمكن التهاون مع المخاطر. لذا، جاء جناح إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال ليؤكد على أن الجاهزية التقنية لا تكتمل دون بناء “درع رقمي” متين. أوضحت “ريناد المجد” أن استمرارية الأعمال الرقمية وإدارة المخاطر تشكلان مكونًا رئيسيًا في تأمين عمليات المؤسسة ضد الانقطاعات والتهديدات السيبرانية.
لا يتعلق الأمر فقط بتوفير بنية تحتية قوية، بل يتطلب تخطيطًا مسبقًا للطوارئ، وحوكمة دقيقة للمخاطر الرقمية، ونماذج استجابة منسقة. الهدف هو تقليل أثر أي هجوم سيبراني أو فقدان للبيانات على الأداء المؤسسي، وتطبيق خطط استجابة مرنة تضمن التعافي السريع وتفعيل البدائل التقنية الفورية.
إن التكامل بين إدارة المخاطر والبنية المؤسسية يضمن أن تكون كل الحلول الرقمية الجديدة مصممة بأعلى معايير الأمان منذ اليوم الأول، مما يعزز ثقة القيادة في استقرار العمليات الحيوية ويحمي أصول المؤسسة المعلوماتية الحساسة.
رؤية متكاملة لمستقبل رقمي واعد
إن زيارة معالي رئيس المؤسسة العامة للصناعات العسكرية وتفاعله مع الخبراء في مختلف الأجنحة لم تكن مجرد جولة بروتوكولية، بل كانت رسالة واضحة بأن القيادة تتبنى هذه الرؤية المتكاملة، وتدرك أن هذه الركائز الأربعة—التحول الرقمي، البنية المؤسسية، الابتكار، وإدارة المخاطر—ليست جزرًا منعزلة، بل هي مكونات متناغمة لاستراتيجية وطنية تهدف إلى بناء قطاع صناعي عسكري ذكي، مرن، وآمن.
في “ريناد المجد”: “فخورون بشراكتنا مع المؤسسة العامة للصناعات العسكرية، هذا الصرح الوطني الشامخ. إن ‘اليوم التوعوي الرقمي’ هو شهادة على التزامنا المشترك بتحقيق التميز الرقمي. مهمتنا في ‘ريناد المجد’ لا تقتصر على تقديم الحلول، بل تمتد لتكون شريكًا استراتيجيًا يساهم في بناء القدرات الوطنية، وتمكين كوادرها، وتحقيق استدامة الأثر الإيجابي للتحول الرقمي بما يخدم أهداف وطننا الغالي”.
دعوة للمستقبل: من الرؤية إلى الواقع
إن التجربة الناجحة والشراكة المثمرة بين “ريناد المجد” و”المؤسسة العامة للصناعات العسكرية” تقدم نموذجًا ملهمًا لما يمكن تحقيقه عندما تجتمع الخبرة المتخصصة مع الرؤية الوطنية الطموحة. إن بناء منظومة رقمية متكاملة لم يعد خيارًا، بل ضرورة حتمية للمؤسسات التي تسعى للريادة في القرن الحادي والعشرين.
وهنا، تفتح “ريناد المجد” الباب أمام قادة المؤسسات والهيئات الوطنية، الذين يتطلعون إلى إطلاق العنان لإمكاناتهم الكاملة، لبدء حوار استراتيجي. نحن لا نقدم حلولًا جاهزة، بل نبني معكم رحلة تحول رقمي مصممة خصيصًا لتلبية تحدياتكم الفريدة وتحقيق أهدافكم الاستراتيجية. حان الوقت لتحويل طموحاتكم الرقمية إلى واقع ملموس يعزز الكفاءة، ويحفز الابتكار، ويؤمن المستقبل.
تواصلوا معنا اليوم لاستكشاف كيف يمكن لخبراتنا أن تكون المحفز لقصة نجاحكم القادمة.