تعرف على إطار خلق القيمة من بيانات أعمالك ب 4 خطوات فقط

وقت القراءة 4 دقيقة
إطار خلق القيمة من البيانات في المؤسسات

فكر قليلاً في طريقة إدارة البيانات التي تملكها مؤسستك، هل يتم الاستفادة منها بشكل فعال في خلق القيمة للمنتجات والخدمات التي يتم تقديمها للعملاء؟ بحال كانت اجابتك لا، فهذا يعني أن مؤسستك لا زالت تعمل بشكل تقليدي وأن فرص استمرارها في المنافسة بالسوق ستتراجع مع الوقت امام أي شركات مبتكرة تدرك أهمية وضرورة خلق القيمة من البيانات التي تملكها لتطوير أعمالها.

لذا حان الوقت لتتوقف عن النظر للبيانات بانها مسؤولية تكلف أعمالك الوقت والجهد للحفاظ عليها، والبدء باستخدامها كمحرك للابتكار! الأمر ليس بالصعوبة التي تتخيلها، فقط تابع قراءة المقال بتركيز وستجد أنك تملك في نهايته الكثير من الأفكار التي ستساعد على خلق القيمة من البيانات والاستفادة منها لتقديم خدمات ومنتجات مميزة تدهش العملاء وتخيف المنافسين.

إطار خلق القيمة من البيانات

يوجد الكثير من الطرق التي يمكنك من خلالها التفكير للوصول لقيمة جديدة ومميزة يمكنك إضافتها لتطوير منتجاتك وخدماتك وجعلها استثنائية ما سينعكس إيجاباً على أعمالك من زيادة قوتك التنافسية ورفع رضا عملاءك وولائهم، فضلاً عن زيادة ارباحك وإيراداتك والسمعة الرائعة التي ستحصل عليها في السوق!

تتبع بعض الشركات طرق مختلفة من ورشات عمل وجلسات عصف ذهني او دراسات يتم مناقشتها لتطوير المنتجات والخدمات وبعضها يتم النظر بها بشكل رئيسي للبيانات وأخرى تتجاهلها، ومن المؤكد انك لا ترغب بأن تتم هذه الأمور بشكل عشوائي قد يؤدي للفشل في نهاية المطاف أو عدم تحقيق الفوائد المرجوة منه، لذا أنصحك باتباع الإطار الذي سأتحدث عنه والذي سيساعدك على التفكير ببيانات أعمالك بشكل أعمق للوصول منها لمنتجات تحمل قيم جديدة تهم العملاء.

سيساعد هذا الإطار على التفكير بشكل منهجي حول كيفية ترسيخ بياناتك وتوليد الرؤى والأفكار والاستفادة منها من خلال تحليل البيانات، وينقسم هذا الإطار إلى 4 خطوات رئيسية وهي:

  • التفكير بمنظور من الخارج إلى الداخل
  • التفكير بمنظور من الداخل إلى الخارج
  • التفكير من منظور العمليات
  • التفكير من منظور اتخاذ القرارات

والآن سنسلط الضوء على تلك الخطوات بالتفصيل، والتي نوصي بتطبيقها كاملة وهي:

إطار خلق القيمة

1.     خلق القيمة من التفكير بمنظور من الخارج إلى الداخل

عند التفكير من هذا المنظور ستتمكن من معرفة ماهية المنتجات والخدمات التي يهتم بها عملاؤك ويتمنون وجودها لتعمل على تقديمها لهم، ويمكننا تقسيم هذا المنظور ل 4 خطوات رئيسية كما يلي:

  • أولاً: تكوين علاقة عميقة مع العملاء

احرص على مراقبة سلوك العملاء الذين يستخدمون منتجاتك وخدماتك وأن تضع نفسك مكانهم، فافرض أنك ترغب البحث عن منتج لشرائه عبر الانترنت، ما هي الأفكار التي خطرت في ذهنك والتي تتمنى وجودها كخدمة تدعم هذا البحث؟

قد تفكر في: الفلترة ، وجود وقت متوقع للتسليم، تقديم تتبع للمكان الحالي من المنتج، أو ظهور اقتراحات مباشرة للأشياء التي تفضلها.. والكثير! ربما فكرت ببعض هذه النقاط او جميعها وهي خطوة جيدة وأعلم أنك ستجد الكثير من الأفكار بحسب منتجاتك وخدماتك.

الآن، لتكون معرفتك اعمق لعملائك احرص على دراسة ما يقدمه المنافسين من خدمات ومنتجات مشابهة، هل يقدمون خدمة أكثر ثباتًا؟ هل يستمدون قيمة أكبر من البيانات؟ ما الذي يقدمه لهم شركاؤهم؟ أما بعد دراسة المنافسين فعليك العمل على تحديد مختلف القرارات التي قد يتخذها العملاء أثناء استخدامهم لمنتجك (الرغبة في تبديل المنتج، المرتجعات، قرارات الاشتراكات والترقية ..الخ) ومعرفة متى يتم اتخاذها والأسباب التي تدفعهم لها.

  • ثانياً: مراقبة الأسواق المجاورة

هنا عليك التفكير بشكل جيد بعد أن درست المنتجات المنافسة لك لماذا قد يذهب العملاء لها ويرغبون باستخدامها؟ وستتمكن من معرفة ما الذي يمكنك تقديمه كقيمة فعلية لعملائك.

  • ثالثاً: الاهتمام بالمكملات

وأقصد بالمكملات الأشياء الإضافية التي سيحتاج لها العميل بعد شراء منتجك أو الخدمة التي قدمتها، فكر جيداً بالخطوة التالية التي سيقوم بها العميل، هل يمكنك تقديم قيمة إضافية تحقق له هذه الخطوة وتساهم في إكمال كافة احتياجاته؟

سأطرح لك بعض الامثلة: افرض أنك قمت بشراء هاتف محمول فمن المتوقع بأنك سترغب بشراء واقي للشاشة وحافظة للهاتف، فلو وجدت هذه المنتجات في نفس الشركة لن تحتاج البحث عنها بمكان آخر وسيزداد رضاك عن الشركة وولاءك لها.

مثال آخر: من المتوقع أن يتجه عميل زار موقع لإحدى الشركات التي تبيع أدوات الصيانة والإصلاح للمنزل للبحث عن مختص يقوم بتركيبها له، او استشارة من اجل الديكور، أو حتى كورسات تعلمه كيفية  التركيب والإصلاح والترتيب، فماذا لو وجد العميل كل ما سبق على هذا الموقع؟ هل يمكنك أن تخمِّن حجم الطلبات الإضافية التي ستحصل عليها بكل مرة؟ وما احتمال عودة هذا العميل للموقع مجدداً؟ أنا متأكدة بأن الموضوع أثار أفكارك وأعجبك وآمل أن تطبقه في أعمالك.

  • رابعاً: إضافة ميزة السرعة

قد تكون البيانات التي تستخدمها في أعمالك متاحة للعديد من المنافسين، ولكن السرعة التي يمكنك استخراجها بها ، والسرعة التي يمكنك من خلالها تقليل الوقت وإنشاء إحصاءات بطرق مبسطة تظهر للعملاء بالوقت الفعلي ، ستكون في حد ذاتها ذات قيمة هائلة.

بعد تحديد ما سبق سيكون لديك القدرة على التفكير في طرق إضافية لتقديم رؤى للعملاء كالحصول على المزيد من البيانات، أو عقد المزيد من الشراكات، أو الحصول على مصادر مختلفة من البيانات.

2.     خلق القيمة من التفكير بمنظور من الداخل إلى الخارج

ستفكر من خلال هذا المنظور بالبيانات التي تملكها في أعمالك بشكل أكبر وتحاول اكتشاف بعض الأنماط أو الرؤى أو المعايير التي تعتقد أنه يمكن استخدامها لإنشاء قيمة وتقديمها للعملاء، فعندما تقدم ضمن منتجاتك وخدماتك رؤى إضافية للعميل سيشعر بان منتجك يحمل قيم إضافية عن غيره من المنافسين وسيرغب بمتابعة استخدامه والعودة مجدداً، كأن تظهر مثلاً للعميل قائمة توضح له المنتجات الأكثر تقييماً او طلباً، او المنتجات التي يشتريها الأشخاص المشابهون له، وحتى لو قمت بإظهار لوحة معلومات بسيطة للعميل سيعجبه ذلك بلا شك.

3.     خلق القيمة بالتفكير من منظور العمليات

أما الآن فقد حان الوقت لتفكر بالعمليات التي يمر بها منتجك او خدمتك حتى تصل للعميل والوقت الذي يستغرقه كل منها، اسأل نفسك:

  • كيف يمكنك استخدام البيانات لتحسين تلك العمليات؟
  • هل ذلك التحسين سيكون ذا قيمة للعميل؟
  • هل يمكنك استخدام شيء تتميز به كرؤى من تلك العملية لجعل منتجك أو خدمتك أكثر أهمية وقيمة؟

4.     خلق القيمة بالتفكير من منظور اتخاذ القرارات

يتمثل هذا المنظور بضرورة إنشاء لوحة تحكم خاصة بالمسؤولين عن اتخاذ القرارات في المؤسسة، ويجب ان تكون لوحة التحكم هذه تعتمد على البيانات وتدفع من يستخدمها لاتخاذ إجراء وقرار محفز، ومن المهم أن توضح الإجراء التالي الأفضل الذي يمكن اتخاذه.

 

الخلاصة

طريقة التفكير بشكل منظم من خلال إطار خلق القيمة ستساعدك على إنشاء وتطوير منتجات وخدمات تحمل قيم مذهلة للعملاء، حيث يساعدك الإطار على التفكير في الأمور التي تصنع القيمة لعملائك بعد فهمهم بشكل جيد من البيانات التي تملكها عنهم، بالإضافة لأنه سيصبح لديك المعرفة الكافية للأشياء التي يعتقد العملاء أنها تستحق وقتهم ومالهم، وتعتبر هذه الخطوة إحدى الخطوات الرئيسية التي لا بد أن تشغل حيزاً من عملية تصميم استراتيجية البيانات في المؤسسات المختلفة.

هل ترغب بتطوير استراتيجية بياناتك لمؤسستك لتحقيق أقصى استفادة من البيانات واستخدامها كوقود لدفع عجلة الابتكار والتحول بها؟ احصل الآن على خدمة تطوير استراتيجية البيانات  من خبراء البيانات في RMG.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *